..سوف يحتفل بعد يومين عالمنا العربي والعالم كله بـ 14 فبراير شيء اسمه عيد الحب .. هكذا يسمونه المحلات والثياب والأزهار والهدايا كلها اكتست باللون الأحمر والجميع يتسابقون لشراء الهدايا والأزهار بأضعاف سعرها العادي .. لماذا؟؟ لأنه يوم الفالنتاين ... ترى كل هؤلاء المتسابقين للاحتفال وتبادل الهدايا.. هل يعرفون ما هو الحب؟ يا حسرةً على العباد كيف يفهمون المعاني! أو بالأحرى لا يفهمونها ..
كيف يزيفون الحقائق ويستحلون العيش بالأوهام ! كيف يتركون ماء النبع السلسبيل ليلحقوا السراب!
قد ترك الإنسان نفسه فريسة لما يخططه تجار الحياة، تجار الإنسانية، صنّاع الاحتفالات الوهمية، ومصممو الهدايا الخالية من كل قيمة إلا تحقيق مصالحهم وملأ جيوبهم، ليشتري العشاق الهدايا والأزهار والثياب الحمراء وبأي ثمن، تعبيراً عن مشاعرهم الملتهبة.. والبعض يُحمّلون هذا العيد أكثر مما يحتمل فيعتبرونه عيداً لكافة أشكال الحب بين البشر أي المحبة بشكل عام وليس فقط حصراً على العشاق، هذا جيد، ولكن أريد أن أسألكم وأسأل نفسي هل المحبة بحاجة إلى عيد ؟!! حيثما تكون المحبة يكون العيد ويكون الفرح وليس العكس.
لنتوقف مع أنفسنا للحظات ... عندما نشعر بالحب الآن، فلنعبر عنه الآن، ولماذا نقيد مشاعرنا بالتواريخ والزمن؟!! إذا أردتُ أن أقدم هدية من القلب أحملها معاني الحب، لماذا انتظر تاريخاً معيناً لا أعرف أصلاً من الذي اخترعه وجعله عيداً رسمياً ؟!!
لماذا نقتل الحب بتحديده بالحسيات والماديات ؟!! كيف يمكننا أن نتخلص من هذه المظاهر المصطنعة؟!!! متى نتوقف عن التقليد الأعمى للغرب وندرك أن ما نملكه من معانٍ وقيم أسمى وأعمق بكثير مما يحاولون جرّنا إليه من مظاهر ؟!!
هل سنستطيع أن نسبح عكس هذا التيار الجارف دون أن نهتم للوم والاتهامات؟!!.
الحب الحقيقي الصادق نقي من شوائب المادة، هو الحب المتسامي الذي يبدأ بالعاطفة والعقل والروح لينمو ويتسامى نحو المحبة الإلهية، ليحقق غاية وجود الإنسان.
قال رسول الله(ص).. من تشبه بقوم فهو منهم.. ونحن لا نريد ان نكون منهم أو نقلدهم يكفينا الاضحى والفطر عيدان من اسمى اعياد العالم.