أحضان ملتهبة تحرك جميع السواكن، قلوب حمراء تتطاير في الهواء، فتيات يتدافعن ثم يغمى عليهن، عفوا لم يكن هذا مشهد لفيلم عن عيد الحب وإنما حفل تدشين الألبوم الغنائي الجديد للمغني "الحليوة" محطم قلوب العذارى تامر حسني.
حيث تسبب تدافع الجمهور خلال حفل إطلاق ألبوم المطرب المصري الشاب تامر حسني "هاعيش حياتي" في إصابة ثلاث فتيات، فضلا عن حدوث حالات تدافع واختناق لبضعة أشخاص.
وشهد الاحتفال، وجود نحو 3 آلاف شخص من معجبي المطرب المصري؛ حيث وضعت الشركة المنتجة شاشة عرض كبيرة وسط الشارع لعرض أغنيات تامر لتسود حالة من البهجة قبل وقوع بعض الإصابات بين المحتفلين.
واكتفى المطرب المصري الشاب خلال الاحتفال بالنظر من النوافذ وإلقاء البوسترات على الجمهور الذي اصطف أسفل الشركة، مما تسبب في إغلاق منطقة الدقي، وحدوث عدد من المشاجرات.
وأعرب تامر عن أسفه الشديد لما شهدته المظاهرة من أعمال تدافع وزحام وفوضى لدى وصوله إلى مقر الشركة، فيما اعتبر الوجود الكبير بحفل إطلاق ألبومه يبعث على الفرحة بداخله، ويشجعه على المحافظة على نجاحه.
البداية
استر يا رب من الاحتفال وبلاويه واللي بيجرى فيه، باتت هذه العبارة لازمة لا تفارق أي "مهرجان" غنائي يقيمه المغني الشاب تامر حسني ـ قائد تنظيم "المغنواتية" الجدد كما يحلو للبعض تسميته ـ فتكاد لا تمر حفلة إلا وتظهر فيها انفعالات عاطفية تعجز الألفاظ عن وصفها، بداية من الإغماءات والأحضان الملتهبة والمطاردات وانتهاءً بإلقاء الدباديب التي أصبحت مشهدا متكررا في حفلات تامر حسني الأخيرة لدرجة فاقت الفنان كاظم الساهر أو (ملك الدباديب) كما يحلو للظرفاء ان يطلقوا عليه.
وقبل شهور أثارت حفلة تامر حسني في الجزائر كثيرا من ردود الفعل، خاصة المتعلقة بالزحف غير المسبوق لبنات العاصمة ومدن أخرى للحفلة والهستيريا التي أبدينها تجاه المطرب الشاب، حيث تجاوزت هذه الهستيريا كثيرا من الأخلاق إلى درجة الركوع والبكاء والإغماء على قدمي المطرب البريء من هذه الأفعال..
كان المطرب المصري الشاب تامر حسني قد فوجئ بهجوم حشود كبيرة من المراهقات الجزائريات تتجه نحوه لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي لإحياء حفل غنائي كبير هناك اليوم وتسبب ذلك في حدوث اصابات طفيفة في بطنه.
وتمكن تامر من الإفلات من الفتيات بمساعدة الأمن الذي شكل حاجزا بينه وبين معجباته فكانت الفتيات يصرخن ووصل الأمر بإحداهن إلى الهجوم علي تامر لكي تسلم عليه في الوقت الذي كان يسير فيه وسط إجراءات أمنية مشددة بالمطار .
وحسب ما نشرته وسائل الإعلام فقد اضطر طاقم الحراسة الخاص به للاستنجاد بشرطة المطار لإخراجه منه وحتى ركوب السيارة التي أقلته إلى الفندق. وقال الطبيب الذي قام بفحص تامر حسني عقب الواقعة : "إنها إصابة خفيفة ستزول بعد أخذه قسطا من الراحة"، كانت التقديرات تشير إلى حصول تامر على مبلغ مليار ونصف دينار جزائري ـ أي حوالي 23مليون دولار ـ
والقاسم المشترك في جميع هذه المظاهر أنها لا تصدر عن فتيات في مقتبل العمر فحسب بل يتنازع فيها نساء يفترض كونهن عاقلات بل قاعدات، فغير بعيد ما فعلته احدي السيدات مؤخرا عندما فاجأت تامر حسني وهو يركب سيارته الهامر بهجوم مفاجئ وقامت باحتضانه وتقبيله ، ليس ذلك فحسب، بل قامت ثلاث معجبات بالسطو علي منزل نجمهن من اجل الحصول علي تذكار من مطربهن المعشوق.
وبالفعل دخلن من نافذة الحمام للحصول علي هدايا ونجحن في الحصول علي شورت وكاب وحزام و"صابونة" وتركن خطاباً إلي تامر يؤكدن له أنهن معجبات أردن أخذ هدايا تذكارية وقد استوعب تامر الموقف ولم يحرر محضراً في قسم الشرطة.
وقد ذاع صيت تامر حسني بشكل جنوني رغم حداثة سنه.. والحقيقة أنه لم يأت بهذه الشهرة من فراغ، فقد تعب وعرق واجتهد وجاهد وناضل ـ كما يقول ـ حتى اقتحم مجال الفيديو كليب بمجموعة من الأغاني التي لا تفهم منها سوي أن شابا يجري وراء فتاه، وقد شاهدت له أحد الكليبات التي يظهر فيها مرتديا بنطلونا ملتصقا تماما بجسده، وحزامه يسقط عن سرته بنحو الشبر.
وقد وقفت خلفه وحوله مجموعة لابأس بها من فتيات الفيديو كليب ذوات المواهب الفريدة، فاقدات السيطرة علي خصورهن أثناء الرقص مع المطرب المعجزة تامر حسني، مستعينات بأقصر الثياب وأضيقها.. حقا لقد بذل تامر مجهودا غير عادي.. استحق عليه كل النجاح، وبأسرع وقت ممكن.
وقد صادف تامر حسني منذ سنوات أزمة خطيرة، فبعد تخرجه في كلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر عام 2001 كان من المفترض أن يلتحق بالتجنيد لأداء الخدمة العسكرية في ذلك الوقت, ولكن لم يطلب للتجنيد بل تبين انه سافر للخارج مرات عدة منها سفره الأخير إلى الكويت, من دون أن يلتفت إليه أحد في أي من المطارات التي مر بها لأن جواز السفر نفسه لم يكن مزوراً بل استخرج على ضوء أوراق مزورة.
ولمزيد من كف التفكير عن موقفه التجنيدي تعمد تامر في أحاديثه الصحافية أن يردد انه وحيد أبويه وانه بناء على ذلك - وحسب القانون - لا يجوز تجنيده لكن التحريات كشفت كذب هذا الادعاء فتبين ان له شقيقاً يدعى سامح وان هذا الأمر لم يكن معروفاً إلا من المقربين من تامر فقط أي محيطه العائلي.
ودلت المعلومات آنذاك أن هناك من تعمد كشف حقيقة تامر حسني فهناك من ذهب بنفسه للمباحث لابلاغها بحقيقة الشهادة المزورة وردد البعض أن لتامر أعداء كثر بسبب تصرفاته وغروره وتعمده خلق الكثير من المشاكل إلى حد أن وصفه البعض بـ "غاوي مشاكل".
فقد عبر من قبل عن استيائه الشديد من الاستفتاء الذي أجرته قناة النيل للمنوعات التي أعطت جائزة أفضل أغنية وأفضل ألبوم في عام 2005 للمطرب عمرو دياب, بينما حصل تامر حسني على جائزة أفضل أغنية "كل مرة" من فيلم "سيد العاطفي".
وكان سر غضب تامر أن القناة لم تخبره بنتائج الاستفتاء بينما أخبره بها مدير أعمال عمرو دياب, لكن تامر شكك في نتيجة الاستفتاء مؤكداً أنه تفوق على عمرو دياب في استفتاءات أخرى وأعلن عن غضبه من تسريب الأخبار عن طريق عمرو دياب وأكد أنه مازال من معجبيه حتى الآن, لكن ليس من المعقول أن يتفوق عليه عمرو في هذا الاستفتاء رغم تفوق تامر الواضح - من وجهة نظره - على عمرو دياب في الموسم الحالي!
وتفرز حالة الهوس بـ "الشاب تامر" ملاحظة خطيرة لا يجوز غض الطرف عنها ، فلا شك أننا أمام واقع جديد تصطدم فيه قيم المجتمع البناءة والهادمة ، المحافظة والإباحية ، حتى التلاعب بأحاسيس الفتيات والنساء عن بعد ، فكيف يربي الرجل أبنائه على الفضيلة والتمسك بالأخلاق القويمة ويأتي من يتلاعب بأحاسيسهم ويتاجر بكلمات وأنغام تدغدغ المشاعر على نحو ليس من السهل مقاومته.
كما تفرض هذه الحالة نتاجا آخرا وهو انقلاب مواصفات القدوة أو حتى فتى الأحلام على نحو غير مضمون العاقبة ، فقريبا كنت أسأل أحد الأطفال نفسك يا حبيبي تكون زي مين لما تكبر ، ولم يجد الطفل معاناة في التفكير بل على الفور وبشكل قاطع أجابني مثل تامر حسني ، نعم الظاهرة جد خطيرة وتتطلب وقفة لإعادة النظر في فلسفة صناعة النجم في أوطاننا .
فالمسألة انتقلت من الإعجاب بالأغنية إلى الوله بالمغني، وحين يحدث هذا فغالبا تنقلب المفاهيم الاجتماعية بشكل كارثي ، فيصبح حلم كل فتاة الارتباط بمن يشابه نجمها المفضل الذي تقيس عليه أحلامها ، كما يتحول اهتمام الشباب بمحاكاة هذا النجم للفوز بقلوب الفتيات وبدلا من أن يكون النجاح أو الأخلاق أو الشهامة ـ م الآخر الرجولة ـ هي مواصفات فتى الأحلام ، تنتقل الطموحات إلى الروشنة والفرفرة بما يخدم الزيف أكثر من الحقيقة
وفي مثل مجتمعاتنا العربية التي تعصف بها تحديات خطيرة من فقر وبطالة وجهل وتخلف يحتاج المجتمع لجهود أقدر على البناء والنهضة ، فلم نسمع أن دولة ما تقدمت بين سائر الدول بمغنييها فقط أو أن حضارة ما استمدت قوتها من سواعد المطربين ، وانطلاقا من هذه الثوابت يجب أن تتحدد معالم الشخصية النموذجية التي يجب أن تكون رافعة تقدم للمجتمع بدلا من روافع الجر التي نراها في مثل هذه "المهرجانات" .. مش كده ولا إيه؟!
الخميس يوليو 09, 2009 12:42 am
ربنا يخليكى يا كريزى 
