يقول ارسطو " الحب الذي ينتهي ليس حباً حقيقياً ".
ولكن ماهو الحب
الحقيقي ؟... وهل هناك نوع حقيقي ونوع غير حقيقي ..؟........وكيف يفرق
المرء بينهما .... ؟.هل الديمومة هي التي تميز الحب الحقيقي عن الحب المزيف ؟...ولماذا يموت الحب في قلوب العاشقين ؟.. ومالذي يجعل الحب يدوم ؟...... هل هناك وصفة أو طريقة للمحافظة على الحب ...؟... أسئلة طالما حيرت الشعراء والمفكرين والعشاق على مدى الحياة ....
ولعل ذلك الإهتمام بمسألة الحب جاءت بسبب أن الحب
صفة بشرية مرافقة للإنسان منذ بدأ الخليقة .. أو هي عاهة يبتلي الإنسان
بها أراد ذلك أم لم يرد .... ألم يقل الشاعر( ابن المعتز ) ذات مرة :
داءٌ قديـم في بنـي آدمٍ . . . صبـوةُ إنسـان بإنسـان
إذن فالحب
في نظر البعض داءٌ ... وهوداءٌ مقدر على الإنسان أن يُبتلى به ولو مرة في
العمر شاء ذلك أم أبى ... وقد يطول بلاؤه وتتكررمعاناته حسب شخصيته وقدرته
على التحمل ... أوربما لعدم وجود مناعة كافية لديه ... وربما هومجرد
اختراع بلغة هذا الزمان ... اختراع من صنع البشر ... كما قال شاعر العصر
الحديث :
الحبُّ في الأرض بعضٌ من تخيِّلنا ... لولمْ نجـده عليها لاخترعناه .
ولكن
هل المرء يصاب بهذا الداء رغماً عنه لنقصٍ في مناعته ... أو لأنه هو من
يبحث عنه ويعرض نفسه له رغم معرفته بخطورته وعواقبه وآلامه القاسية ...!
... ولمَ يحب المرءشخصا بعينه ويترك شخصا آخر قد يكون أفضل منه من ناحية
المحاسن الجسدية أو الصفات الروحية ... البعض يقول أن كيمياء الحب هي التي تجمع بين شخصين فتسلبهما القوة والإرادة ، وبالتالي يصابان بداء الحب ويقعان فريسة له ... وقد يقع أحدهما وينجو الآخر فتكون الطامة ... حيث لااستجابة ولاقبول لعواطف الشخص الآخر .. وقد يقع إثنان في الحب
وتشتعل العواطف في جوانحهما معاً، ثم تنطفيء هذه الشعلة عند أحدهما لسبب
أو بدون سبب فتكون المأساة التي يشكو منها العشاق ويكتب عنها الشعراء
وتحاك حولها الأساطير والحكايات ... والتي قد تتطور آثارها فتمتد إلى جنون
العاشق المهجورأوانتحاره ، أوربما إصابته بالإكتئاب ، وفقدان الثقة
بالعالم وبالناس.
وإذا كان الحب يحمل مثل هذه النهايات المفجعة فلمّ يغامر الإنسان ويترك نفسه يقع في شباكه المنصوبة ؟ ... لاإجابة مقنعة أبدا.
يقول
باولوكويليو : ( الحب يشبه إدمان المخدرات، في البداية إحساس بالغبطة
والإستسلام، ثم تحتاج للمزيد، لم تدمن بعد، ولكنك استحسنت إحساسك وتود
المزيد من هذا الشعور ، وتظن أنك قادر على التحكم فيه .ثم تبدأ بالتفكير
في الحبيب دقيقيتين وتنساه لثلاث ساعات .ثم شيئا فشيئا تتعلق بهذا الشخص
فلا تكف عن التفير فيه .ومع الوقت ينتابك نفس إحساس المدمنين حين لايتوفر
لهم ماأدمنوه ؛ تجد نفسك مستعدا لفعل أي شيء من أجل الحب والحبيب حتى لو
كان فيه إساءة وإذلال لك).
وكم أذلَّ الحب من سيِّد وأطاح بعرشٍ وأخلَّ بمكانة