لا بأس للإنسان أن ينظر بين فترة وأخرى، في أن الله عز وجل هل راضٍ عنه أم لا؟.. المرأة في الأسرة دائما تعيش هذا الهاجس، أي أن الزوج راض عنها أم لا؟.. والموظف يعيش هاجس، هل أن صاحب العمل راض عنه أم لا؟..
فعلى الإنسان أن يعيش هذا الهاجس دائما بالنسبة لله تعالى بطريق أولى.. ولكل يوم حسابه، فبالامس مثلا أقام عزاء الحسين (ع) ، أو اشترك في برنامج خيري، فالله عز وجل ربما رضي عنه، ولكن لكل يوم حساب جديد.. فمن ألاعيب الشيطان أن يخدّر الإنسان بالماضي.. يوسوس له قائلا : أنت الذي عملت كذا وكذا في الشهر الماضي، وفي الليلة الماضية أنت الذي صليت صلاة الليل مثلا.. والحال أن المؤمن يجزِّئ حياته إلى أيام، بل إلى ساعات ودقائق.
فعليه، إذا أراد أحد أن يعلم هل الله عز وجل هو راض عنه أم لا ، فماذا يعمل؟.. أولا: ينظر إلى سلوكه.. فان المعصية في الواقع من صور الخذلان الإلهي.. فالإنسان الذي يعصي الله عز وجل، يعلم بأنه قد تُرِكَ أمره لنفسه.. .
ومن المعلوم أن رضى الله عز وجل عن العبد يعني السعادة، ويعني الرزق الوفير، والعافية، إلى آخره.. يقول بعضهم: حاول أن تصلي لله ركعتين في غير أوقات الصلاة: في جوف الليل، أو فى أول النهار، أو منتصفه، قربة إلى الله تعالى.. فإذا رأيت نفسك مرتاحا في صلاتك فصل صلاة قصيرة، حتى من دون سورة، ومن دون الأذكار المسستحبة - كعيِّنة صغيرة.. صل ركعتين في أي وقت شئت، في العمل، أو في المنزل.. وانظر إلى قلبك في الصلاة!..
إن الصلاة لقاء الله عز وجل.. فإذا أردت أن تعلم ما لك عند الله، فانظر مالله عندك. فإذن، المقياس لسلامة القلب رضا الرب، وذلك من خلال هاتين الركعتين البسيطتين.. قد يقول قائل: لماذا لا أختبر نفسي في الفريضة، في الصلاة الواجبة؟.. الجواب: (لو يعلم ما يغشى المصلي من جلال الله ماانفتل من صلاته).. فالصلاة الواجبة من الممكن ان يكون فيها بعض التسهيلات إلالهية.. ولكن حاول أن تنظر إلى قلبك في صلاة من دون أي وجوب شرعي لترى كيف نفسك فيما لم يفترضه الله تعالى عليك.